mercredi 30 octobre 2013

علم من اعلام مدينة قصر الشلالة : الاحسن درويش   



هوالاحسن ابن احمد بن محمد بن احمد بن محمد الدرويش بن الكوثر ,و ينتهي نسبه هذا الى جده الثامن سيدى عيسى بن امحمد الولي الصالح دفين مدينة سيدي عيسى بولاية المسيلة اليوم و امه زينب بنت عبد القادر (الهس) بن سيدي ابي التقى دفين مدينة قصر الشلالة , بولاية تيارت اليوم , و ينتهي نسبه هذا ايضا الى سيدي عيسى بن امحمد الولي الصالح المذكور اعلاه. ولد الاحسن رحمه الله سنة 1932 ببلدية سرقين( ولاية تيارت)حيث يقطن أباؤه و أجداده هناك منذ قرون ,و لما بلغ سن السادس ادخله ابوه رحمه الله كتاتيب القران فحفظ القران و تضلع في مبادئ العربية من نحو و صرف و شعر و ادب حتى بلغ ما بلغ في ذلك و لما بلغ سن العشرين ارسله ابوه الى زاوية الهامل ,زاوية الشيخ سيدي محمد بن ابي القاسم رحمه الله و الموجودة بدائرة بوسعادة ولاية المسيلة اليوم , و هناك شرع الشاب مباشرة في تلقي قراءة الفقه و النحو و ذلك عن الشيخ حسن و السيد بن عزوز القاسمى المدرس بالزاوية القاسمية و بقي هناك لمدة سنتين متتابعتين - و تحت رعاية الله و رعاية ابيه الذي كان يتعهده المرة بعد الاخرى هناك مما الفت اليه نظر شيخ الزاوية رحمه الله سيدي مصطفى بن الحاج امحمد ورعاه رعاية خاصة رفقة ابنائه الشيخ سيدي خليل رحمه الله و الشيخ سيدي احمد بن عزوز رحمهما الله ،فظهرت ملامح جديدة على هذا الشاب و اصبح شغلة في الحفظ و الاتقان و قد شهد له بذلك كل رفاقه و شيوخه فحفظ كتاب الصلاة و الزكاة من كتاب فقه خليل بن اسحاق المصري المالكي و تاهل في الافتاء فيه و في غيره مما درس هناك ،حتى صار الكثير يرجعون اليه في قضاياهم . وفي سنة 1954 انتقل الى مدينة تاخمارت بولاية تيارت بزاوية بن ابراهيم الحاج محمد وهناك اتصل بالعديد من العلماء وشيوخ الزوايا وعلى رئس هؤلاء العلماء الشيخ سيدي ابو الانوار الاخضري الذي درس عنه النحو والصرف البلاغة ولما شبت ثورة التحرير وفي بدايتها اعتنق ميدان الجهاد والنضال وفي ربيع 1956 اتصل به المجاهدون في منزله بسرقين قصر الشلالة اين اعطوه مبادئ جبهة التحرير وجيش التحرير فأخذ المسؤولية بكل عناية وجد واجتهاد رغم ماكان يسود هذه الجهة ويخم على سكانها من خلافات وخصومات بين المجاهدين فيما بينهم وبين المناظلين المدنين فيما بينهم كذلك فكانت الاعمال صعبة لا تطاق الامر الذي أد بـــه الى ان يلقى عليه القبض من طرف الاستعمار .فعذبوه ونكلوا به وشددوا عليه الحراسة وبعناية من الله لم يدم سجنه طويلا واطلق سراحه فوجد الخلافات قد اشتعلت اكثر بين الاخوة المجاهدين فكان رحمه الله واسع الاظطلاع في الاجهاد من اجل الجزائر خارجيا وداخليا.فعرف كيف يناضل وكيف يعامل الغالطين الذين حاولوا عرقلة عمله الكثير من المرات لانه الشاب الذي يحسن الثقافة والسياسة معا مما زاد في ذلك من الحقد والحسد عليه من طرف الفرنسيين الانذال ومعاونيهم الارذال الذين تعاونوا على القاء القبض عليه مرة اخرى فعذبوه ونكلوا به في شوارع مدينة قصر الشلالة مما اثر على صحته فمرض مرضا شديدا السبب الذي ادى الى اطلاق سراحه وهكذا لم يهدئ ولو يوما واحدا عن العمل في الجهاد والنظال والمقاومة معتقدا ان الجهاد فرض وان الشهيد موعده الجنة وقد عشنا معه هذه الضروف كلها فكان يجمع الاسلحة والمؤونات والالبسة والادوية وغيرها ويرسلها للمجاهدين من اسبوع الى اخر هكذا حتى نالت الجزائر استقلالها وهو في الجهاد والنظال والفداء رحمه الله. بعد الاستقلال شمر هذا الشاب على ساعديه وانتسب الى التعليم الرسمي بوزارة التربية الجزائرية واصبح المعلم الناجح والمدير الناشط ثم المستشار البارع فتخرج عنه الكثير من العلماء والكتاب وقد ساعدته الضروف التي عاشها بعد الاستقلال ان يتصل بكثير من العلماء والفلاسفة والشعراء والكتاب من الجزائر وخارج الجزائر من ابرزهم الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي المصري الجنسية الذي نزل عنده رفقة زمرة من العلماء وهذا هو دأبه في مجالسة العلماء وكان يحسن الفرنسية مما ساعده على مخاطبة الجميع فكان قبل هذا قد انتسب الى مدرسة التربية والارشاد الموجودة بقصر الشلالة انذاك ،والتي كانت تابعة لجمعية العلماء المسلمين فعلم بها سنتين كلهما عمل جاد وعطاء صالح ولاعجب في هذا لانه من اسرة عريقة في الحسب والنسب والعلم كما بينا ذلك واشرنا اليه ،فقد كان ابوه احمد من حملة كتاب الله متمتعا بمبادئ العربية متضلعا فيمايجب عليه من فقه العبادة. اما جده محمد الدرويش فهو ذلك العالم الفقيه الحامل لكتاب الله بكل القراءات وهو الامام المعتمد في زاوية الهامل عند شيخها سيدي محمد بن ابي القاسم،وكان يباري به وبقراءاته كل من يأتي الى هاته الزاوية زائرا او مختبرا من مغاربة وتونيسن وجزائريين وغيرهم فشاع سيته في كل ربوع الوطن وخارجه وهذا بشهادة الكثير من كبار العلماء الذين عايشوه وكانوا معه بهذه الزاوية . اما جده لامه فهو عبد القادر فراج الملقب بالهس قاض قضاة الجهة في زمانه ،فهو ذلك الرجل الصالح التقي النقي الذي شهد له الجميع بالتقى والصلاح ، فكان الاحسن هذا نبراس المجالس في المحافل والمناسبات ،فهو المقرء والمحدث والمرشد وقد نال هذا بمحبته للناس رحمه الله واحسن اليه وبمحبتهم له . وهكذا تشاء الاقدار بعد هذا كله ياتي هادم اللذات بغتتا يأخذه من بيننا ومن بين احضان الجزائر وهو كله عطاء وحلم وعلم وعطف وحنان ،بحادث سيارة في يوم 20جويلية 1989 عن عمر يناهز 57 سنة يلتحق بالرفيق الاعلى رحمه الله ،وهكذا وبشهادة جمع غفير يومها وقبل ساعة واحدة من الحادث كان يحضر مناسبة خطبة زواج فرفع يديه الى السماء يدعو هو والذين يؤمنون عنه وهو يقول (-اللهم اجعل خير اعمالنا خواتمها وخير ايامنا يوم لقاك-)وبعدها وبنصف ساعة توفاه الله بعد ان صلى صلاة الضهر . خلف اربع ابناء وسبع بنات وهم على اثره ان شاء الله مهتدون. كان الاب المربي والاخ الوفي الصادق والاستاذ المعلم البارع جزاه الله عنا خير الجزاء وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولائك رفيقا.اللهم امين . مقال من تقديم ابنته الكبرى (دويش خضراء،زوجة تاجر) مؤخوذ من كتابه "السبع الموبقات"تحقيق الاستاذ يحيى درويش الشلالي.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire